هو عوض عبد القادر احميده المالكي، من قبيلة الموالك إحدى قبائل المرابطين، ويلقب أيضا (بلبل الصحراء) نسبة إلى الصحراء الشرقية التي تقطنها قبائل أولاد علي.
مولده
ولد عوض المالكي عام 1952 في منطقة ( بوصير ) بالذراع البحري بمحافظة الإسكندرية، ولا زالت أسرته تقطن تلك المنطقة
حياته
بدأ حياته كأي شاب مكافح، حيث سافر إلى ليبيا آوائل السبعينات بحثا عن لقمة العيش، واستقر فيها فترة من الزمن، حيث يقطن أغلب أبناء عمومته من قبيلة الموالك، وبفطرته البدوية كان يجيد (غناوي العلم)، يؤلفها ويلقيها بصوت شجي جميل يطرب السامعين، وكان أيضا شاعرا جيدا، وكانت له مساجالات شعرية مع أغلب الشعراء سواء من ليبيا أو من أولاد علي، أمثال المرحوم عقوب الشرمي، وسعدوادي القطعاني، على سبيل المثال، ومن ثم طوّر هذا الفن البدوي (المجرودة، والشتاوة، وضمة القشة، والغناوة، والطبيلة)، وأدخل عليها الموسيقى، فتميز بهذا اللون دون غيره، وأتقنه، وبسبب كلماته العذبة، وصوته الجميل، ذاع صيته في الأفق، وحصل على شهرة كبيرة جدا، وأقام العديد من الحفلات من ليبيا إلى أقصى صعيد مصر، نالت إعجاب واستحسان الجميع.
صفاته
كان عوض المالكي متواضع لأبعد حد، طيب القلب، نقي السريرة، يحب الخير للجميع، يسعى دائما إلى عمل الخير مع البعيد قبل القريب، وكان أيضا حاضر الذاكرة والنكتة، ويجد سعادة غامرة في مداعبة الناس وإتحافهم بأجمل الطرف. يحترم الصغير قبل الكبير، لا فرق عنده بين غني وفقير، دائما كان يحرص على إسعاد من معه سواء جمهوره أو فرقته التي كانت تصاحبه في أغلب حفلاته. كان لا يبخل عليهم بشيء، وفي بعض الأوقات كان يحرم نفسه ويرضيهم، وكان أيضا شغوفا جدا بقيادة السيارات، وكان سائقا ماهرا، وكان أيضا يعشق كرة القدم، حريص جدا على ممارستها في بلدته (قصر بوصير)، يأتي بالفرق الرياضية من الإسكندرية خصيصا كي يباريها في الملعب الذي أقامه هناك. كان نزيها في لبسه في مأكله ومشربه، حتى وهو يمارس رياضته المفضلة كرة القدم كان يرتدي زيا رياضيا كاملا، بل كان يشتري من جيبه الخاص أطقما رياضية للفريق الذي كونه في بلدة بوصير، حتى يظهر فريقه بالمظهر اللائق أمام الفرقة القادمة من الإسكندرية.
بدايته مع الفن
بدأ عوض المالكي حياته الفنية في نهاية السبعينات، واستمر حتى وفاته. كان يقيم الحفلات هنا وهناك دون كلل أو ملل، أهم شيء عنده إسعاد جمهوره، والذي بدوره كان ينتظر هذه الحفلات بفارغ الصبر، ويأتي إليها من أقاصي المدن والقرى والنجوع للاستمتاع بفنه الراقي، وترك لنا عوض المالكي مخزونا هائلاً من الأعمال الفنية الرائعه التي أتحفنا من خلالها بأعذب الألحان وأطيب الكلم
زياراته لليبيا
زار المرحوم عوض المالكي بلده الأم ليبيا في بداية السبعينات للعمل، ومن ثم زارها خلال أعوام 1990 و 1991 وأقام عددا كبيرا من الحفلات التي لاقت إعجاب واستحسان الجميع
أولاده
تزوج المرحوم عوض المالكي من زوجتين، الأولى هي إبنة خالته من قبيلة الشتور، وأنجب منها ولدين هما حاتم، وهاني، وولد ابنه هاني بعد وفاته، وتزوج أيضا من سيدة فلسطينية، وأنجب منها ولدين هما ناجح، وعزيز*.
وفاته
تعرض المرحوم عوض المالكي لحادث أليم في ليبيا يوم 15 سبتمبر1991، وكان برفقته وقتذاك الشاعر سعداوي القطعاني، ونقل بعدها إلى مستشفى الجلاء ببنغازي، فمكث به بعض الوقت، ومن ثم نقل بطائرة خاصة إلى مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية، ودخل مستشفى السلام الدولي بالمعادي، وظل به زهاء العشرة أشهر يصارع الموت إلى أن لاقى ربه في 3 محرم 1413 هجرية الموافق 3 يوليو 1992 رحم الله شاعرنا، وأسكنه فسيح جناته
مع تحياتي
عليوه المجبرى
__________________
لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير
تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير